دولة للشعب .. لا شعب للدولة !!!؟
يمنات
أيوب التميمي
الفساد مازال يصول ويجول، ويمعن في الاستقواء، وكأن الساحة السياسية أصابها العقم إلا من رحم ربي من السياسيين الوطنيين الشرفاء الذين صرحوا به -بكل أمانة – ولديهم النوايا الصادقة في محاربته..
من أجل دولة يسودها القانون والعدالة والمساواة ، و يقف الجميع فيها سواسية أمام القانون ، لايظلم فيها الضعيف على حساب القوي مهما علا شأنه، أو انتماؤه لقبيلة أو عشيرة أو أسرة..
في أوقات المحن والأعاصير التي تعصف بالبلاد ، يرسل الله لنا رجالاً من عامة الشعب بسيطاء مثلنا، عانوا كما يعاني الشعب ، وتجرعوا كما تجرعنا ، تجدهم يحرسون أمجادهم بالانتماء للداخل، يستمدون قواهم من جذورهم الشعبية، بالعودة للذات وليس باللهاث خارجها.. تشعر من نبرة أصواتهم ،ومن المفردات اللغوية في تصريحاتهم المنسوجة بخيوط المعاناة والقهر ، أنها صادقة ومخلصة..
قال أحدهم يومًا: لا يمكننا ترميم حاضرنا بأحجار الماضي، تلك الحيلة لم تعد مجدية، بل يتوجب علينا أن نرمي هذه الأحجار في طريق السيول ، ونتأكد قبلها أن السيول تجري، وما لم نقم بهذه الخطوة المجدية، فسوف لن نعيد إلا بناءً مشابهًا للماضي بكل تفاصيله وحيثياته ، ولن يكون هناك فارقًا معتبرًا في جوهر البناء..!!
إذا أردتم أن تبنوا دولة،فعليكم بأخذ تصريحات الشهيد الرئيس صالح الصماد وسلطان السامعي كرواية وطنية ومسار لتحديد الدولة الحقيقية التي قال عنها الصماد ” فنحن بأمس الحاجة إلى البناء الذاتي ، ويجب أن تكون الدولة للشعب لا أن يكون الشعب للدولة”.
في المقابل أكد عليها عضو السياسي الأعلى سلطان السامعي بقوله :” الفساد هو أكبر مطرقة تدمر مؤسسات الدولة وأساسات الأوطان ، وتجعلها خاوية على عروشها، ولاتستطيع الوقوف في وجه من يحاول السيطرة والتحكم في مصائر الأوطان والشعوب التواقة دوماً إلى الحرية والاستقلال بكل شموخ واقتدار وعنفوان ” ..
الخليلان (الصماد والسامعي) تجدهما منحازين بشكل قاطع لقيم الجمهورية والدولة ومنطق القانون، فحين تصغي إليهما تلتمس شفافية في القول ، ورجاحة في الموقف، تتخلى عن تلك الريبة التي تصغي بها إلى المسؤولين، ويجبرك منطقهما أن تدع فطرتك تنصت لهما، وتشعر بحرارة صدقهما وإخلاصهما في كل موقف يعلنان عنه وكل رأي يصرحان به..
رحل الصماد شهيدا وبقيت مآثره العظيمة .وبقي رفيق الصماد يحرس أسوار الجمهورية اليمنية ..
لقد شكل رحيل صالح الصماد فوارق تاريخية في حياة اليمنيين لا يمكن أن تندمل ، خصوصًا لقادتها التاريخيين الكبار ..
هو أمر بالغ المرارة ، وجرس إنذار يوجب علينا اليقظة وأخذ الحيطة والحذر ، وتكثيف خطط الأمان لمن تبقى منهم.
لا أمتدح الشهيد الرئيس صالح الصماد هنا ، فالرجل عند ربه، وليس بحاجة لقول كهذا، لكن باستطاعتك أن تعمل جولة، سريعة على جوجل واليوتيوب وتتبع كيف كان الرجل يدير الدولة ، وتتلمس الكرازمية والحنكة والصراحة التي تمتع بها طول إدارته للبلاد خلال ثلاث سنوات ، و سوف تستكشف صورة هذا القائد والسياسي الأصيل بنفسك..!
من كتاب “الفساد النسقي والدولة السلطوية ،يقول الكاتب: “إن الفساد عبارة عن مبادلة سرية بين السوقين السياسية أو الإدارية، والسوق الاقتصادية والاجتماعية، وهي مبادلة سرية لأنها تنتهك المعايير العامة القانونية والأخلاقية، ويتم خلالها التضحية بالمصلحة العامة لخدمة مصالح خاصة من خلال صفقات وعقود تمويل بكيفية منحازة تفتقد إلى الشفافية والمنافسة ،وتجلب للفاسدين منافع في الحاضر وفي المستقبل لهم وللمنظمة التي ينتمون إليها” ..
هذا الإسقاط يشمل الأنظمة العربية وليس نظاماً بحد ذاته
مؤخرا دعا وتعهد مهدي المشاط على مكافحة الفساد، ثم صرح بأن مكافحة الفساد أخطر من محاربة العدوان،، هذه المقولة تقودنا إلى استنتاج فحواه:
أن من سيحارب الفساد، كمن يعيش سراباً، كالتائه في البيداء..
لقد اتسع الخرق على الراتق، لاسيما وأن “الراتق المنقذ!” قد ساهم في الخرق وتوسيعه.،!!..
وكما يقول المثل الشعبي (إذا كان بيت الله توطل فأين الكنان )..
الأمل باقٍ ببقاء الشرفاء والوطنيين في ردم الخرق وأهله ومناصريه من المفسدين في الأرض ،!!؟
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.